الريكي: رحلة الشفاء بالطاقة الحيوية بين العلم والتجربة

الريكي ليس مجرد أسلوب علاجي بديل، بل هو تجربة عميقة تعيدك إلى ذاتك، إلى جوهرك، إلى نقطة التوازن بين جسدك وروحك. قد يبدو للبعض أنه فن غامض أو ممارسة روحية شرقية، لكن في عمقه، الريكي هو لغة طاقة، لغة نعرفها جميعًا بالفطرة، حتى وإن كنا لا ندركها.

بدأت قصة الريكي في بدايات القرن العشرين مع المعلم الياباني ميكاو أوسوي، الذي قضى سنوات طويلة في البحث عن وسيلة تُمكِّن الإنسان من شفاء نفسه والآخرين دون أدوية أو أدوات، فقط عبر الطاقة الكونية. وبعد صيام وتأمل طويل على جبل كوراما، اختبر أوسوي تجربة وعي شديدة العمق، عاد منها محملاً بنظام علاجي متكامل يُعرف اليوم بالريكي، والذي يعني "الطاقة الكونية الحيوية".

لكن ما علاقة هذا بالعلم؟ هل هي مجرد معتقدات أم أن للفيزياء رأيًا آخر؟ الفيزياء الحديثة، وبالأخص ميكانيكا الكم، غيّرت نظرتنا للعالم من حولنا. فهي تخبرنا أن كل ما في الكون يتكون من طاقة، وأن الجزيئات لا تتصرف دائمًا بطريقة ثابتة، بل تتفاعل مع نوايا المراقب وتردّ على الحقول المحيطة بها. هذا يقودنا إلى فكرة الحقول الحيوية التي يخلقها الجسم البشري، والتي تم قياسها بالفعل باستخدام أجهزة مثل الـ EEG وEKG. القلب، على سبيل المثال، يصدر مجالًا كهرومغناطيسيًا أقوى من أي عضو آخر في الجسم، ويمكن لهذا المجال أن يؤثر على من حوله، سواء شعرنا به أم لا.

هنا يأتي دور الريكي، فهو يعتمد على توجيه الطاقة من الممارس إلى المتلقي بهدف إعادة التوازن إلى هذا الحقل الطاقي الذي قد يتشوّه بفعل التوتر، الحزن، أو المرض. قد يبدو الأمر بسيطًا، لكنه عميقٌ للغاية. فعندما تدخل إلى جلسة ريكي، تشعر وكأنك تُعانق بهدوء غير مرئي، تهدأ أنفاسك، تتلاشى ضوضاء الأفكار، ويبدأ جسدك باستقبال هذا السلام الطاقي وكأنك تشحن بطارية روحك.

وما يُثير الحماسة أكثر هو أن العديد من الشخصيات الشهيرة في العالم تحدثوا عن تأثير هذا النوع من الشفاء على حياتهم. غوينيث بالترو، المعروفة بشغفها بالعلاجات الطبيعية، تحدثت عن استخدام الريكي لتحسين حالتها النفسية والتعامل مع ضغوط الحياة اليومية. المغنية كريستينا أغيليرا لجأت للريكي كروتين أسبوعي لتفريغ التوتر، ووصفت التجربة بأنها "حالة من العودة إلى ذاتي". وحتى بعض فناني بوليوود، مثل هيما ماليني وغوفيندا، أقروا بأن الريكي ساعدهم على الاستمرار في مسيرتهم الفنية وسط الضغوط الجسدية والنفسية.

ورغم أن المجتمع الطبي التقليدي لا يعترف بالريكي كبديل للعلاج، إلا أن أبحاثًا متعددة أشارت إلى نتائجه الإيجابية في تقليل الألم، تسريع التعافي بعد العمليات، وتحسين جودة النوم. إحدى الدراسات المنشورة في Journal of Evidence-Based Complementary & Alternative Medicine عام 2014، أظهرت أن المشاركين الذين تلقوا جلسات ريكي شعروا براحة واسترخاء أكبر بكثير من أولئك الذين لم يتلقوا العلاج.

الريكي لا يدّعي أنه معجزة، ولا يقدم لك وعودًا زائفة. لكنه يفتح لك بابًا... بابًا إلى شفاء أعمق، إلى هدوء داخلي، إلى إدراك بأنك لست فقط جسدًا، بل كيان طاقي يتفاعل مع كل شيء من حوله. وربما حان الوقت لتمنح نفسك هذه الفرصة. فرصة لأن تستشعر الحياة بطريقة مختلفة، أن تصغي لصوت داخلك كان هامسًا طوال الوقت يقول: أنت تستحق أن تشفى.

المصادر:

• 1. Pamela Miles, Reiki: A Comprehensive Guide

• 2. Penelope Quest & Kathy Roberts, The Reiki Manual

• 3. NCBI – Reiki for pain and anxiety

• 4. Little Miss Reiki – Celebrities Who Practice Reiki

• 5. Times of India – Reiki helps performing artistes